سلفى نت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع السلف الصالح


    كيف أنجو من شرور الأنترنيت

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 18/03/2009

    كيف أنجو من شرور الأنترنيت Empty كيف أنجو من شرور الأنترنيت

    مُساهمة  Admin الخميس مارس 19, 2009 5:57 am

    --------------------------------------------------------------------------------

    إنّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، يغفر الذنوبَ، ويستُر العيوب، وأسبغ علينا نعمَه ظاهرةً وباطنة، وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، بلَّغ الرسالَةَ، وأدَّى الأمانة، ونصَح الأمّة، وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.


    أمّا بعدُ و لله الأمرُ من قبلُ و من بعدُ :


    فقد وقع بين يديّ كتاب صغير في جسمه كبير في نفعه مبارك بإذن ربّه فسررتُ به أشدّ السّرور و طربتُ لتصفحه و السهر على قراءته و النهل من جميل ما فيه منَ الدرر و النصائح ألا و هو رسالة ''الأنترنت امتحان الإيمان و الإخلاق و و العقول '' لكاتبها الدكتور في قسم العقيدة في جامعة القصيم محمد بن ابراهيم الحمد حفظه الله و كنتُ نويت نقلها بأكملها لكن نظرتُ فإذ بالقرّاء سريع مللهم قريب ضجرهم فعمدت لفصل من الرسالة أنقله بين يدي إخواني حماهم الله و سميته '' كيف أنجو من شرور الإنترنت !'' و سماه صاحبه '' أمور تعين على النجاة من فتنة الانترنت وغوائله '' فقال حفظه الله :

    هناك أمور تعين على النجاة من فتنة الانترنت وغوائله ومنها:

    1 . إحسان التعامل مع الانترنت:

    فحريٌ بالعاقل أن يحسن التعامل مع الإنترنت، وأن لا يْفْرِطَ في الثقة في نفسه، فيوقعها في الفتنة، ثم يصعب عليه الخلاص منها.
    وجديراً به إذا أراد أن يقدم أية مشاركة، أو مداخلة، أو ما جرى مجرى ذلك أن ينظر في جدوى ما يقدم، وأن يحذر من أذية المؤمنين، وإشاعة الفاحشة فيهم، وأن ينأى بنفسه عن القيل والقال، واستفزاز المشاعر، وكيل التهم، وتسليط الناس بعضهم على بعض.
    وإذا أراد أن يعقب أو يرد فليكن ذلك بعلم، وعدل، ورحمة، وأدب، وسمو عبارة.
    وإذا أراد أن يشارك فليشارك باسمه الصريح، وإن خشي على نفسه إن صرح باسمه، أو رغب في إخلاص عمله، فليحذر من كتابة ما لا يجوز ولا يليق، وليستحضر وقوفه بين يدي الله يوم تبلى السرائر.


    2. الحذر من خطوات الشيطان:

    فعلى العاقل كذلك أن يحذر خطوات الشيطان؛ فهو متربص ببني آدم، وقاعد لهم بكل سبيل؛ فهو عدوهم الذي يسعى سعيه في سبيل إغوائهم.
    قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ في غير موطن في القرآن الكريم: [وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ].
    فالعاقل اللبيب لا يثق بعدوه أبداً، ولا يلقي نفسه في براثن الفتن، ولا يفرط في الثقة مهما بلغ من العقل، والدين، والعلم.
    ومن هنا تجده ينأى عن الفتن، ولا يستشرف لها؛ فإذا تعرضت له أُعِين عليها، وصاحبه اللطف الإلهي.
    وإنْ هو وثق بنفسه، وسعى إلى حتفه بظلفه وُكِلَ إلى نفسه، وزال عنه اللطف.
    فهذا يوسف ـعليه السلام ـ لم يتعرض للفتنة، بل هي التي تعرضت له.
    ومع ذلك لم يثق بإيمانه، وعلمه، وشرفه المُعْرِق، بل فر من الفتنة، واستعاذ بالله من شرها، واعترف بأنه إن لم يصرف الله عنه كيد النسوة صبا إليهن وكان من الجاهلين.
    ولما كانت هذه هي حالَه صاحَبَهُ اللطف، وأُعِين على الخلاص من ذلك البلاء العظيم.

    3. تخصيص الوقت، وتحديد الهدف:

    ومما يعين على تعدي هذه البلايا أن يخصص الإنسان وقتاً محدداً، وعملاً معيناً، وأن يكون له هدف واضح، ويتعامل من خلال ذلك مع الإنترنت.
    أما إذا استرسل مع تصفُّح الأوراق، والانتقال من موقع إلى موقع دون هدف أو غاية ـ ضاع وقته، وقلَّت فائدته، وإفادته.

    4. النظر في العواقب:

    فمما يعين على النجاة من فتنة الإنترنت أن ينظر العاقل في العواقب، وأن يقهر نفسه، ويلجمها بلجام التقوى.

    قال ابن الجوزي '' بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي، وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضَّ وأرمض''.

    يعني وإن آلم وأحرق.
    وقال '' وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة؛ ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً؛ لأنه قُهِر، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوياً لأنه قَهَر''.

    5. تجنب المثيرات:

    وذلك بأن يتجنب المتعامل مع الإنترنت المثيراتِ؛ فيبتعد عن المواقع المنحطة، وعن المنتديات التي يثار فيها الكلام الفاحش، وعن المقالات التي تثير الغرائز، وتحرك الكوامن.
    وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة؛ فإن مَثَلَ النفوسِ ـ بما جُبِلَتْ عليه من ميل للشهوات، وما أودع فيها من غرائز تميل مع الهوى حيث مال ـ كمثل البارود، والوقود، وسائر المواد القابلة للاشتعال؛ فإن هذه المواد، وما جرى مجراها متى كانت بعيدة عما يشعل فتيلها، ويذكي أوارها ـ بقيت ساكنة وادعة، لا يخشى خطرها، والعكس.
    وكذلك النفوس؛ فإنها تظل وادعة ساكنة هادئة؛ فإذا اقتربت مما يثيرها، ويحرك نوازعها إلى الشرور من مسموع، أو مقروء، أو منظور، أو مشموم ـ ثارت كوامنها، وهاجت شرورها، وتحرك داؤها، وطغت أهواؤها.
    قال ابن حزم :

    لا تلُم مَنْ عَرَّضْ النفسَ لما****ليس يُرضي غيرَه عند المحنْ

    لا تُقَرِّبْ عرفجاً من لهبٍ****ومتى قَرَّبْتَهُ ثارتْ دُخنْ


    وقال:

    لا تُتْبِعِ النفسَ الهوى***ودَعِ التعرضَ للمحن

    إبليسُ حيٌّ لم يمت***والعينُ بابٌ للفتن


    وقال أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني ''

    من قارفَ الفتنةَ ثم ادعى الـعصمة قد نافقَ في أمره

    ولا يجيز الشرعُ أسباب مايورط المسلمَ في حظره

    فانجُ ودعْ عنك صُداعَ الهوى عساك أن تسلمَ من شَرِّه



    6. غض البصر:

    لأن الصورة القبيحة تعرض للإنسان ولو بدون قصد؛ فإذا غض بصره أرضى ربه، وأراح قلبه؛ فالعين مرآة القلب، وإطلاق البصر يورث المعاطب، وغض البصر يورث الراحة؛ فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته.
    قال ربنا ـ عز وجل ـ: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ].
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه الآية: '' فجعل سبحانه غض البصر، وحفظ الفرج هو أقوى تزكيةٍ للنفوس.
    وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش، والظلم، والشرك، والكذب، وغير ذلك''.

    7. التثبت:

    ومما يجب على الإنسان حال تعامله مع الإنترنت أن يتثبت مما يقوله، ويسمعه، ويقرؤه، ويرويه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة سبتمبر 20, 2024 11:31 pm